الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }

أقسم سبحانه بهذه الأشياء، كما أقسم بغيرها من مخلوقاته. واختلف في الفجر الذي أقسم الله به هنا فقيل هو الوقت المعروف. وسمي فجراً لأنه وقت انفجار الظلمة عن النهار من كل يوم. وقال قتادة إنه فجر أوّل يوم من شهر محرّم، لأن منه تتفجر السنة. وقال مجاهد يريد يوم النحر. وقال الضحاك فجر ذي الحجة لأن الله قرن الأيام به فقال { وَلَيالٍ عَشْرٍ } أي ليالي عشر من ذي الحجة. وبه قال السديّ، والكلبي. وقيل المعنى وصلاة الفجر، أو ربّ الفجر. والأوّل أولى، وجواب هذا القسم وما بعده هو قوله { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } كذا قال ابن الأنباري. وقيل محذوف لدلالة السياق عليه، أي ليجازينّ كل أحد بما عمل، أو ليعذبن، وقدّره أبو حيان بما دلت عليه خاتمة السورة التي قبله، أي { والفجر... } إلخ لإيابهم إلينا، وحسابهم علينا، وهذا ضعيف جدّاً، وأضعف منه قول من قال إن الجواب قوله { هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لّذِى حِجْرٍ }. وأن هل بمعنى قد لأن هذا لا يصح أن يكون مقسماً عليه أبداً. { وَلَيالٍ عَشْرٍ } هي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين. وقال الضحاك إنها الأواخر من رمضان. وقيل العشر الأوّل من المحرّم إلى عاشرها يوم عاشوراء. قرأ الجمهور ليال بالتنوين، وعشر صفة لها. وقرأ ابن عباس وليالي عشر بالإضافة. قيل والمراد ليالي أيام عشر، وكان حقه على هذا أن يقال عشرة لأن المعدود مذكر. وأجيب عنه بأنه إذا حذف المعدود جاز الوجهان. { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } الشفع والوتر يعمان كل الأشياء شفعها ووترها، وقيل شفع الليالي ووترها. وقال قتادة الشفع والوتر شفع الصلاة ووترها. منها شفع، ومنها وتر. وقيل الشفع يوم عرفة ويوم النحر، والوتر ليلة يوم النحر. وقال مجاهد، وعطية العوفي الشفع الخلق، والوتر الله الواحد الصمد، وبه قال محمد بن سيرين، ومسروق، وأبو صالح، وقتادة. وقال الربيع بن أنس، وأبو العالية هي صلاة المغرب فيها ركعتان، والوتر الركعة. وقال الضحاك الشفع عشر ذي الحجة، والوتر أيام منى الثلاثة، وبه قال عطاء. وقيل هما آدم وحواء لأن آدم كان وتراً فشفع بحوّاء. وقيل الشفع درجات الجنة وهي ثمان، والوتر دركات النار وهي سبع، وبه قال الحسين بن الفضل. وقيل الشفع الصفا والمروة، والوتر الكعبة. وقال مقاتل الشفع الأيام والليالي، والوتر اليوم الذي لا ليلة بعده، وهو يوم القيامة وقال سفيان بن عيينة الوتر هو الله سبحانه، وهو الشفع أيضاً لقولهمَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ... } المجادلة 7 الآية. وقال الحسن المراد بالشفع والوتر العدد كله لأن العدد لا يخلو عنهما. وقيل الشفع مسجد مكة والمدينة، والوتر مسجد بيت المقدس.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8