الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } * { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } * { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } * { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } * { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } * { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } * { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ ٱنطَلِقُواْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ } هو بتقدير القول، أي يقال لهم توبيخاً وتقريعاً { ٱنطَلِقُواْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } في الدنيا، تقول لهم ذلك خزنة جهنم، أي سيروا إلى ما كنتم تكذبون به من العذاب، وهو عذاب النار { ٱنطَلِقُواْ إِلَىٰ ظِلّ ذِى ثَلَـٰثِ شُعَبٍ } أي إلى ظل من دخان جهنم قد سطع، ثم افترق ثلاث فرق تكونون فيه حتى يفرغ الحساب. وهذا شأن الدخان العظيم إذا ارتفع تشعب شعباً. قرأ الجمهور { انطلقوا } في الموضعين على صيغة الأمر على التأكيد، وقرأ رويس عن يعقوب بصيغة الماضي في الثاني، أي لما أمروا بالانطلاق امتثلوا ذلك، فانطلقوا. وقيل المراد بالظل هنا هو السرادق، وهو لسان من النار يحيط بهم. ثم يتشعب ثلاث شعب، فيظلهم حتى يفرغ من حسابهم، ثم يصيرون إلى النار. وقيل هو الظلّ من يحموم، كما في قولهفِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ } الواقعة 42، 43 على ما تقدم. ثم وصف سبحانه هذا الظلّ تهكماً بهم فقال { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِى مِنَ ٱللَّهَبِ } أي لا يظل من الحرّ، ولا يغني من اللهب. قال الكلبي لا يردّ حرّ جهنم عنكم. ثم وصف سبحانه النار فقال { إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } أي كل شررة من شررها التي ترمي بها كالقصر من القصور في عظمها، والشرر ما تطاير من النار متفرّقاً، والقصر البناء العظيم. وقيل القصر جمع قصرة ساكنة الصاد مثل حمر وحمرة، وتمر وتمرة، وهي الواحدة من جزل الحطب الغليظ. قال سعيد بن جبير، والضحاك وهي أصول الشجر العظام. وقيل أعناقه. قرأ الجمهور { كالقصر } بإسكان الصاد، وهو واحد القصور، كما تقدّم. وقرأ ابن عباس، ومجاهد، وحميد، والسلمي بفتح الصاد، أي أعناق النخل، والقصرة العنق جمعه قصر وقصرات. وقال قتادة أعناق الإبل. وقرأ سعيد بن جبير بكسر القاف، وفتح الصاد، وهي أيضاً جمع قصرة مثل بدر وبدرة، وقصع وقصعة. وقرأ الجمهور { بشرر } بفتح الشين. وقرأ ابن عباس، وابن مقسم بكسرها مع ألف بين الراءين. وقرأ عيسى كذلك إلاّ أنه يفتح الشين، وهي لغات، ثم شبه الشرر باعتبار لونه فقال { كَأَنَّهُ جِمَـٰلَةٌ صُفْرٌ } وهي جمع جمال، وهي الإبل، أو جمع جمالة. قرأ الجمهور " جمالات " بكسر الجيم. وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص { جمالة } جمع جمل. وقرأ ابن عباس، والحسن، وابن جبير، وقتادة، وأبو رجاء جمالات بضم الجيم، وهي حبال السفن. قال الواحدي والصفر معناها السود في قول المفسرين. قال الفرّاء الصفر سواد الإبل لا يرى أسود من الإبل إلاّ وهو مشرب صفرة، لذلك سمت العرب سود الإبل صفراً. قيل والشرر إذا تطاير وسقط وفيه بقية من لون النار أشبه شيء بالإبل السود، ومنه قول الشاعر

السابقالتالي
2 3 4