الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } * { بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } * { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } * { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } * { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } * { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } * { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } * { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } * { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } * { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } * { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ } * { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ } * { وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ } * { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } * { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

قوله { ق وَٱلْقُرْءانِ ٱلْمَجِيدِ } الكلام في إعراب هذا كالكلام الذي قدّمنا في قولهص وَٱلْقُرْءانِ ذِى ٱلذّكْرِ } صۤ 1 وفي قولهحـم * وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } الدخان 1، 2 واختلف في معنى { قۤ } ، فقال الواحدي قال المفسرون هو اسم جبل يحيط بالدنيا من زبرجد، والسماء مقببة عليه، وهو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة. قال الفراء كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في { قۤ } لأنه اسم، وليس بهجاء. قال ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كقول القائل
قلت لها قفي، فقالت قاف   
أي أنا واقفة. وحكى الفراء، والزجاج أن قوماً قالوا معنى { قۤ } قضي الأمر، وقضي ما هو كائن، كما قيل في { حمۤ } حمّ الأمر. وقيل هو اسم من أسماء الله أقسم به. وقال قتادة هو اسم من أسماء القرآن. وقال الشعبي فاتحة السورة. وقال أبو بكر الورّاق معناه قف عند أمرنا ونهينا ولا تعدهما، وقيل غير ذلك مما هو أضعف منه، والحق أنه من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، كما حققنا ذلك في فاتحة سورة البقرة، ومعنى { المجيد } أنه ذو مجد وشرف على سائر الكتب المنزلة. وقال الحسن الكريم، وقيل الرفيع القدر، وقيل الكبير القدر، وجواب القسم قال الكوفيون هو قوله { بَلْ عَجِبُواْ } وقال الأخفش جوابه محذوف كأنه قال قۤ والقرآن المجيد لتبعثن، يدل عليه { أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } وقال ابن كيسان جوابه { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } وقيل هو { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأرْضَ مِنْهُمْ } بتقدير اللام أي لقد علمنا، وقيل هو محذوف وتقديره أنزلناه إليك لتنذر، كأنه قيل قۤ والقرآن المجيد، أنزلناه إليك لتنذر به الناس. قرأ الجمهور قاف بالسكون. وقرأ الحسن، وابن أبي إسحاق، ونصر بن عاصم بكسر الفاء. وقرأ عيسى الثقفي بفتح الفاء. وقرأ هارون، ومحمد بن السميفع بالضم. { بَلْ عَجِبُواْ أَن جَاءهُمْ مُّنذِرٌ مّنْهُمْ } " بل " للإضراب عن الجواب على اختلاف الأقوال، و " أن " في موضع نصب على تقدير لأن جاءهم. والمعنى بل عجب الكفار لأن جاءهم منذر منهم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكتفوا بمجرّد الشك والردّ، بل جعلوا ذلك من الأمور العجيبة، وقيل هو إضراب عن وصف القرآن بكونه مجيداً، وقد تقدم تفسير هذا في سورة { صۤ }. ثم فسّر ما حكاه عنهم من كونهم عجبوا بقوله { فَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا شَىْء عَجِيبٌ } وفيه زيادة تصريح وإيضاح. قال قتادة عجبهم أن دعوا إلى إلٰه واحد، وقيل تعجبهم من البعث، فيكون لفظ { هذا } إشارة إلى مبهم يفسره ما بعده من قوله { أَءذَا مِتْنَا } إلخ، والأوّل أولى. قال الرازي الظاهر أن قولهم هذا إشارة إلى مجيء المنذر.

السابقالتالي
2 3 4 5