الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } * { ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ } * { ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ } * { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ } * { وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ } * { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } * { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } * { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } * { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * { فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }

لما فرغ سبحانه من ذكر إنجاء الذبيح من الذبح، وما منّ عليه بعد ذلك من النبوّة ذكر ما منّ به على موسى، وهارون، فقال { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ } يعني بالنبوّة، وغيرها من النعم العظيمة التي أنعم الله بها عليهما { وَنَجَّيْنَـٰهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } المراد بقومهما هم المؤمنون من بني إسرائيل، والمراد بالكرب العظيم هو ما كانوا فيه من استعباد فرعون إياهم، وما كان يصيبهم من جهته من البلاء، وقيل هو الغرق الذي أهلك فرعون، وقومه، والأوّل أولى { وَنَصَرْنَـٰهُمْ } جاء بضمير الجماعة. قال الفراء الضمير لموسى، وهارون، وقومهما، لأن قبله، { نجيناهما، وقومهما } والمراد بالنصر التأييد لهم على عدوّهم { فَكَانُواْ } بسبب ذلك { هُمُ ٱلْغَـٰلِبِينَ } على عدوّهم بعد أن كانوا تحت أسرهم، وقهرهم، وقيل الضمير في { نصرناهم } عائد على الاثنين موسى، وهارون تعظيماً لهما، والأوّل أولى { وَءاتَيْنَـٰهُمَا ٱلْكِتَـٰبَ ٱلْمُسْتَبِينَ } المراد بالكتاب التوراة، والمستبين البين الظاهر، يقال استبان كذا. أي صار بيناً { وَهَدَيْنَـٰهُمَا ٱلصّرٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } أي القيم لا اعوجاج فيه، وهو دين الإسلام، فإنه الطريق الموصلة إلى المطلوب { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِى ٱلآخِرِينَ * سَلَـٰمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ } أي أبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل، وقد قدّمنا الكلام في السلام، وفي وجه إعرابه بالرفع، وكذلك تقدّم تفسير { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } في هذه السورة. { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } قال المفسرون هو نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه، قيل وهو إلياس بن يۤس من سبط هارون أخي موسى. قال ابن إسحاق، وغيره كان إلياس هو القيم بأمر بني إسرائيل بعد يوشع، وقيل هو إدريس، والأوّل أولى. قرأ الجمهور { إلياس } بهمزة مكسورة مقطوعة، وقرأ ابن ذكوان بوصلها، ورويت هذه القراءة عن ابن عامر، وقرأ ابن مسعود، والأعمش، ويحيـى بن وثاب " وإن إدريس لمن المرسلين " ، وقرأ أبيّ " وإن إبليس " بهمزة مكسورة، ثم تحتية ساكنة، ثم لام مكسورة، ثم تحتية ساكنة، ثم سين مهملة مفتوحة { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } هو ظرف لقوله { من المرسلين } ، أو متعلق بمحذوف، أي اذكر يا محمد إذ قال، والمعنى ألا تتقون عذاب الله؟ ثم أنكر عليهم بقوله { أَتَدْعُونَ بَعْلاً } هو اسم لصنم كانوا يعبدونه، أي أتعبدون صنماً، وتطلبون الخير منه. قال ثعلب اختلف الناس في قوله سبحانه { بَعْلاً } فقالت طائفة البعل هنا الصنم، وقالت طائفة البعل هنا ملك، وقال ابن إسحاق امرأة كانوا يعبدونها. قال الواحدي والمفسرون يقولون رباً، وهو بلغة اليمن، يقولون للسيد، والربّ البعل.

السابقالتالي
2 3 4 5 6