الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا } أي للوقت الذي وعدناه للكلام فيه { وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ } بلا واسطة كلاماً سمعه من كل جهة { قَالَ رَبِّ أَرِنِى } نفسك { أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَٰنِى } أي لا تقدر على رؤيتي، والتعبير به دون «لن أُرَى» يفيد إمكان رؤيته تعالى { وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ } الذي هو أقوى منك { فَإِنِ اسْتَقَرَّ } ثبت { مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَٰنِى } أي تثبت لرؤيتي، وإلا فلا طاقة لك { فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ } أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم { لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } بالقصر والمدّ، أي مدكوكاً مستوياً بالأرض { وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقًا } مغشياً عليه لهول ما رأى { فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَٰنَكَ } تنزيهاً لك { تُبْتُ إِلَيْكَ } من سؤال ما لم أُومَر به { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في زماني.