الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىۤ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ } أي أردتم القيام { إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ } وأنتم محدثون { فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ } أي معها كما بينته السنة { وَٱمْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ } الباء للالصاق أي ألصقوا المسح بها من غير إسالة ماء وهو اسم جنس فيكفي أقل ما يصدق عليه وهو مسح بعض شعره وعليه الشافعي، { وَأَرْجُلَكُمْ } بالنصب عطفاً على (أيديكم) وبالجر على الجوار { إِلَى ٱلْكَعْبَينِ } أي معهما كما بينته السنة وهما العظمان النائتان في كل رجل عند مفصل الساق والقدم والفصل بين الأيدي والأرجل المغسولة بالرأس الممسوح يفيد وجوب الترتيب في طهارة هذه الأعضاء وعليه الشافعي ويؤخذ من السنة وجوب النية فيه كغيره من العبادات { وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ } فاغتسلوا { وَإِنْ كُنتُم مَّرْضَىٰ } مرضاً يضره الماء { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ } أي مسافرين { أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّن ٱلْغَائِطِ } أي أحدث { أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنّسَاءَ } سبق مثله في آية (النساء) [43:4] { فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً } بعد طلبه { فَتَيَمَّمُواْ } اقصدوا { صَعِيداً طَيّباً } تراباً طاهراً { فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ } مع المرفقين { مِنْهُ } بضربتين، والباء للالصاق، وبينت السنة أن المراد استيعاب العضوين بالمسح { مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ } ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم { وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ } من الأحداث والذنوب { وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } بالإِسلام ببيان شرائع الدين { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } نعمه.