الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ يـَٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ } صُنْعُ { ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ } يقعون فيه بسرعة أي يظهرونه إذا وجدوا فرصة { مِنْ } للبيان { ٱلَّذِينَ قَالُواْ ءَامَنَّا بِأَفْوٰهِهِمْ } بألسنتهم متعلق بـ(قالوا) { وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } وهم المنافقون { وَمِنَ ٱلَّذِينَ هِادُواْ } قوم { سَمَّٰعُونَ لِلْكَذِبِ } الذي افترته أحبارهم سماع قبول { سَمَّٰعُونَ } منك { لِقَوْمٍ } لأجل قوم { ءاخَرِينَ } من اليهود { لَمْ يَأْتُوكَ } وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ } الذي في التوراة كآية الرجم { مِن بَعْدِ مَوٰضِعِهِ } التي وضعه الله عليها أي يبدّلونه { يَقُولُونَ } لمن أرسلوهم { إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا } الحكم المحرف أي الجلد أي أفتاكم به محمد { فَخُذُوهُ } فاقبلوه { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } بل أفتاكم بخلافه { فَٱحْذَرُواْ } أن تقبلوه { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ } إضلاله { فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } في دفعها { أُوْلَئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } من الكفر ولو أراده لكان { لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ } ذل بالفضيحة والجزية { وَلَهُمْ فِى ٱلأَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.