الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ } أي أكلها { وَٱلدَّمُ } أي المسفوح كما في (الأنعام) [145:6] { وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } بأن ذبح على اسم غيره { وَٱلْمُنْخَنِقَةُ } الميتة خنقاً { وَٱلْمَوْقُوذَةُ } المقتولة ضرباً { وَٱلْمُتَرَدّيَةُ } الساقطة من علو إلى أسفل فماتت { وَٱلنَّطِيحَةُ } المقتولة بنطح أخرى لها { وَمَا أَكَلَ ٱلسَّبُعُ } منه { إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ } أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه { وَمَا ذُبِحَ عَلَى } اسم { ٱلنُّصُبِ } جمع (نصاب) وهي الأصنام { وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ } تطلبوا القَسْم والحكم { بِٱلأَزْلاَمِ } جمع (زلم) بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام (قدح) بكسر القاف صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلام وكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا { ذٰلِكُمْ فِسْقٌ } خروج عن الطاعة، ونزل يوم عرفة عام حجة الوداع { ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ } أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوّته { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى } بإكماله وقيل بدخول مكة آمنين { وَرَضِيتُ } أي اخترت { لَكُمُ ٱلإِسْلَـٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ } مجاعة إلى أكل شيء مما حرم عليه فأكله { غَيْرَ مُتَجَانِفٍ } مائل { لإِثْمٍ } معصية { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } له ما أكل { رَّحِيمٌ } به في إباحته له بخلاف المائل لإِثم أي المتلبس به كقاطع الطريق والباغي مثلاً فلا يحل له الأكل.