الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

{ مُحَمَّدٌ } مبتدأ { رَسُولِ ٱللَّهِ } خبره { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } أي أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره { أَشِدَّاءُ } غلاظ { عَلَى ٱلْكُفَّارِ } لا يرحمونهم { رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } خبر ثان، أي متعاطفون متوادّون كالوالد مع الولد { تَرَاهُمْ } تبصرهم { رُكَّعاً سُجَّداً } حالان { يَبْتَغُونَ } مستأنف يطلبون { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ } علاماتهم مبتدأ { فِى وُجُوهِهِمْ } خبره وهو نور وبياض يُعْرَفون به في الآخرة أنهم سجدوا في الدنيا { مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ } متعلق بما تعلق به الخبر، أي كائنة. وأعرب حالاً من ضميره المنتقل إلى الخبر { ذٰلِكَ } أي الوصف المذكور { مّثْلُهُمْ } صفتهم مبتدأ { فِي ٱلتَّوْرَاةِ } خبره { وَمَثَلُهُمْ فِى ٱلإنجِيلِ } مبتدأ وخبره { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ } بسكون الطاء وفتحها: فراخه { فَآزَرَهُ } بالمد والقصر. قواه وأعانه { فَٱسْتَغْلَظَ } غلظ { فَٱسْتَوَىٰ } قوي واستقام { عَلَىٰ سُوقِهِ } أصوله جمع ساق { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ } أي زرَّاعه لحسنه،مثّل الصحابة رضي الله عنهم بذلك لأنهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه { لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ } متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله، أي شبهوا بذلك { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنْهُم } أي الصحابة ومن لبيان الجنس لا للتبعيض لأنهم كلهم بالصفة المذكورة { مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الجنة وهما لمن بعدهم أيضاً كما في آيات.