الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ }

{ مَثَلُ } أي صفة { ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره { فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } بالمدّ والقصر كضارب وحَذِر، أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير لعارض { وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع { وَأَنْهَٰرٌ مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ } لذيذة { لِلشَّارِبِينَ } بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب { وَأَنْهَٰرٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطون النحل يخالط الشمع وغيره { وَلَهُمْ فِيهَا } أصناف { مِن كُلِّ ٱلثَّمَرٰتِ وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ } فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطاً عليهم { كَمَنْ هُوَ خَٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ } خبر مبتدأ مقدّر، أي أمّن هو في هذا النعيم { وَسُقُواْ مَاءً حَمِيماً } أي شديد الحرارة { فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ } أي مصارينهم فخرجت من أدبارهم، وهو جمع مِعىً بالقصر وألفه عن ياء لقولهم معيان.