الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

قال تعالى: { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَاءٍ } أي واضعة كُمَّ درعها على وجهها حياءً منه { قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } فأجابها منكراً في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان ممن يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها: امشي خلفي ودُلّيني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال له اجلس فتعشَّ، قال: أخاف أن يكون عوضاً مما سقيت لهما وإنّا أهلُ بيت لا نطلب على عمل خيرٍ عوضاً قال لا، عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله، قال تعالى { فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ } مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون { قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ } إذ لا سلطان لفرعون على (مدين).