الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ }

{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } السفينة { بِأَعْيُنِنَا } بمرأى منّا وحفظنا { وَوَحْيِنَا } أمرنا { فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } بإهلاكهم { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح { فَٱسْلُكْ فِيهَا } أي ادخل في السفينة { مِن كُلِّ زَوْجَيْنِ } أي ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما { ٱثْنَيْنِ } ذكر وأنثى، وهو مفعول، و «من» متعلقة ب «اسلك». وفي القصة أن الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما، فجعل يضرب بِيَدَيْهِ فِي كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملهما في السفينة وفي قراءة «كل» بالتنوين ف «زوجين» مفعول و «اثنين» تأكيد له { وَأَهْلَكَ } أي زوجته وأولاده { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ } بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان، بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة. وفي سورة هودوَمَنْ ءَامَنَ وَمآ ءَامَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } [40:11] قيل: كانوا ستة رجال ونساءُهم. وقيل: جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال وَنِصْفَهُم نساء { وَلاَ تُخَٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } كفروا بترك إهلاكهم { إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ }.