الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }

{ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ } أفسدت { غَزْلَهَا } ما غزلته { مِن بَعْدِ قُوَّةٍ } إحكامٍ له وبَرْم { أَنكَٰثًا } حال جمع نكث وهو ما ينكث: أي يحل إحكامه، وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه { تَتَّخِذُونَ } حال من ضمير «تكونوا» أي لا تكونوا مثلها في اتخاذكم { أَيْمَٰنَكُمْ دَخَلاً } هو ما يدخل في الشيء وليس منه: أي فسادا وخديعة { بَيْنِكُمْ } بأن تنقضوها { ءانٍ } أي لأن { تَكُونَ أُمَّةٌ } جماعة { هِىَ أَرْبَى } أكثر { مِنْ أُمَّةٍ } وكانوا يحالفون الحلفاء، فإذا وجدوا أكثر منهم وأعزّ نقضوا حلف أولئك وحالفوهم { إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ } يختبركم { ٱللَّهُ بِهِ } أي بما أمر به من الوفاء بالعهد لينظر المطيع منكم والعاصي، أو بكون أُمَّة أربى، لينظر أتفون أم لا؟ { وَلَيُبَيّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } في الدنيا من أمر العهد وغيره، بأن يعذب الناكث ويثيب الوافي.