الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق


{ أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ }

ثم ضرب مثلاً للحق والباطل فقال: { أَنَزلَ } تعالى { مِنَ ٱلسَّمَآءِ مآءً } مطراً { فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا } بمقدارِ ملئها { فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا } عالياً عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه { وَمِمَّا يُوقِدُونَ } بالياء والتاء { عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ } من جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس { ٱبْتِغَآءَ } طلب { حِلْيَةٍ } زينة { أَوْ مَتَٰعٍ } ينتفع به كالأواني إذا أُذيبت { زَبَدٌ مّثْلُهُ } أي مثل زبد السيل وهو خَبَثُهُ الذي ينفيه الكير { كَذٰلِكَ } المذكور { يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَٰطِلَ } أي مَثَلَهُما { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ } من السيل وما أُوقِد عليه من الجواهر { فَيَذْهَبُ جُفآءً } باطلاً مرميا به { وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ } من الماء والجواهر { فَيَمْكُثُ } يبقى { فِى ٱلأَرْضِ } زماناً، كذلك الباطل يضمحل وينمحق وإن علا على الحق في بعض الأوقات والحق ثابت باقٍ { كَذٰلِكَ } المذكور { يَضْرِبُ } يبيِّن { ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ }.