الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }

قال ابن جرير حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أبي عطية عن ابن عمر في قوله تعالى { فَلاَ ٱقتَحَمَ } أي دخل { ٱلْعَقَبَةَ } قال جبل في جهنم. وقال كعب الأحبار { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } هو سبعون درجة في جهنم. وقال الحسن البصري { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } قال عقبة في جهنم، وقال قتادة إنها عقبة قحمة شديدة، فاقتحموها بطاعة الله تعالى. وقال قتادة { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ }؟ ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال { فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ } وقال ابن زيد { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير، ثم بينها فقال تعالى { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ } قرىء فك رقبة بالإضافة، وقرىء على أنه فعل، وفيه ضمير الفاعل، والرقبة مفعوله، وكلتا القراءتين معناهما متقارب. قال الإمام أحمد حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا عبد الله ــــ يعني ابن سعيد بن أبي هند ــــ عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير، عن سعيد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أَعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرب ــــ أي، عضو ــــ منها إرباً منه من النار، حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج " فقال علي بن الحسين أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد نعم فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه ادع مطرفاً، فلما قام بين يديه قال اذهب فأنت حر لوجه الله، وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن مرجانة به وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم وقال قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أيما مسلم أعتق رجلاً مسلماً، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظماً من عظام محرره من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظماً من عظامها من النار " رواه ابن جرير هكذا، وأبو نجيح هذا هو عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه. قال الإمام أحمد حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من بنى مسجداً ليذكر الله فيه، بنى الله له بيتاً في الجنة، ومن أعتق نفساً مسلمة، كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في الإسلام، كانت له نوراً يوم القيامة "

السابقالتالي
2 3 4