الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

يخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن جزعهم وفزعهم وفرقهم وهلعهم أنهم { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } يميناً مؤكدة { وَمَا هُم مِّنكُمْ } أي في نفس الأمر { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } أي فهو الذي حملهم على الحلف { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } أي حصناً يتحصنون به، وحرزاً يتحرزون به { أَوْ مَغَـٰرَاتٍ } وهي التي في الجبال { أَوْ مُدَّخَلاً } وهو السرب في الأرض والنفق، قال ذلك في الثلاثة ابن عباس ومجاهد وقتادة { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } أي يسرعون في ذهابهم عنكم لأنهم إنما يخالطونكم كرهاً لا محبة، وودوا أنهم لا يخالطونكم، ولكن للضرورة أحكام، ولهذا لا يزالون في هم وحزن وغم لأن الإسلام وأهله لا يزال في عز ونصر ورفعة، فلهذا كلما سر المسلمون ساءهم ذلك، فهم يودون أن لا يخالطوا المؤمنين، ولهذا قال { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَـٰرَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }.