الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } * { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ }

يقول تعالى { قُلْ } لهم يا محمد { هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ } أي تنتظرون بنا { إِلاَ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ } شهادة، أو ظفر بكم، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم، { وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ } أي ننتظر بكم { أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا } أي ننتظر بكم هذا أو هذا، إما { أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا } بسبي أو بقتل { فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } وقوله تعالى { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } أي مهما أنفقتم من نفقة، طائعين أو مكرهين { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَـٰسِقِينَ } ثم أخبر تعالى عن سبب ذلك، وهو أنهم لا يتقبل منهم لأنهم { كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ } أي والأعمال إنما تصح بالإيمان، { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ } أي ليس لهم قصد صحيح، ولا همة في العمل، { وَلاَ يُنفِقُونَ } نفقة { إِلاَّ وَهُمْ كَـٰرِهُونَ } وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الله لا يمل حتى تملوا، وأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. فلهذا لا يقبل الله من هؤلاء نفقة ولا عملاً لأنه إنما يتقبل من المتقين.