يقول تعالى { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } فمن المنافقين { مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَـٰناً } أي يقول بعضهم لبعض أيكم زادته هذه السورة إيماناً؟ قال الله تعالى { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيدوينقص، كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء. بل قد حكى غير واحد الإجماع على ذلك. وقد بسط الكلام على هذه المسألة في أول شرح البخاري رحمه الله { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } أي زادتهم شكاً إلى شكهم، وريباً إلى ريبهم كما قال تعالى{ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ } الإسراء 82 الآية، وقوله تعالى{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِىۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } فصلت 44 وهذا من جملة شقائهم أن ما يهدي القلوب، يكون سبباً لضلالهم ودمارهم كما أن سيىء المزاج لو غذي به لا يزيده إلا خبالاً ونقصاً.