الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }

أما الفجر فمعروف، وهوالصبح، قاله علي وابن عباس وعكرمة ومجاهد والسدي، وعن مسروق ومحمد بن كعب المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر، وقيل المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده كما قاله عكرمة، وقيل المراد به جميع النهار، وهو رواية عن ابن عباس، والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف، وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعاً " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام " يعني عشر ذي الحجة، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال " ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء " وقيل المراد بذلك العشر الأول من المحرم، حكاه أبو جعفر بن جرير، ولم يعزه إلى أحد، وقد روى أبو كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال هو العشر الأول من رمضان، والصحيح القول الأول. قال الإمام أحمد حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عياش بن عقبة، حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر " ، ورواه النسائي عن محمد بن رافع وعبدة بن عبد الله، وكل منهما عن زيد بن الحباب به. ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث زيد بن الحباب به، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة، والله أعلم. وقوله تعالى { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } قد تقدم في هذا الحديث أن الوتر يوم عرفة لكونه التاسع، وأن الشفع يوم النحر لكونه العاشر، وقاله ابن عباس وعكرمة والضحاك أيضاً قول ثان وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثني عقبة بن خالد عن واصل بن السائب قال سألت عطاء عن قوله تعالى { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } قلت صلاتنا وترنا هذا؟ قال لا، ولكن الشفع يوم عرفة، والوتر ليلة الأضحى قول ثالث قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني، حدثني أبي عن النعمان، يعني ابن عبد السلام، عن أبي سعيد بن عوف، حدثني بمكة قال سمعت عبد الله بن الزبير يخطب الناس، فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الشفع والوتر، فقال الشفع قول الله تعالى { فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ } والوتر قوله تعالى { وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ }. وقال ابن جريج أخبرني محمد بن المرتفع أنه سمع ابن الزبير يقول الشفع أوسط أيام التشريق، والوتر آخر أيام التشريق، وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7