الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } * { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } * { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } * { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } * { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } * { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } * { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } * { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } * { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } * { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا }

قال الإمام أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا موسى، يعني ابن أيوب الغافقي، حدثنا عمي إياس بن عامر، سمعت عقبة بن عامر الجهني لما نزلتفَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } الواقعة 96 قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " اجعلوها في ركوعكم " فلما نزلت { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } قال " اجعلوها في سجودكم " ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن المبارك عن موسى بن أيوب به. وقال الإمام أحمد حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } قال " سبحان ربي الأعلى " وهكذا رواه أبو داود عن زهير بن حرب عن وكيع به، قال وخولف فيه وكيع، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد عن ابن عباس موقوفاً. وقال الثوري عن السدي عن عبد خير قال سمعت علياً قرأ { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } فقال سبحان ربي الأعلى. وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد، حدثنا حكام عن عنبسة عن أبي إسحاق الهمداني أن ابن عباس كان إذا قرأ { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } يقول سبحان ربي الأعلى، وإذا قرألاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } القيامة 1 فأتى على آخرهاأَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِىَ ٱلْمَوْتَىٰ } القيامة 40 يقول سبحانك وبلى، وقال قتادة { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال سبحان ربي الأعلى، وقوله تعالى { ٱلَّذِى خَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي خلق الخليقة، وسوى كل مخلوق في أحسن الهيئات. وقوله تعالى { وَٱلَّذِى قَدَّرَ فَهَدَىٰ } قال مجاهد هدى الإنسان للشقاوة والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها. وهذه الآية كقوله تعالى إخباراً عن موسى أنه قال لفرعونرَبُّنَا ٱلَّذِىۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } طه 50 أي قدر قدراً، وهدى الخلائق إليه، كما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء " وقوله تعالى { وَٱلَّذِىۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } أي من جميع صنوف النباتات والزروع، { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } قال ابن عباس هشيماً متغيراً، وعن مجاهد وقتادة وابن زيد نحوه. قال ابن جرير وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم، وأن معنى الكلام والذي أخرج المرعى، أحوى أخضر إلى السواد، فجعله غثاء بعد ذلك، ثم قال ابن جرير وهذا وإن كان محتملاً، إلا أنه غير صواب لمخالفته أقوال أهل التأويل، وقوله تعالى { سَنُقْرِئُكَ } أي يا محمد { فَلاَ تَنسَىٰ } وهذا إخبار من الله تعالى، ووعد منه له بأنه سيقرئه قراءة لا ينساها، { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وهذا اختيار ابن جرير.

السابقالتالي
2 3