الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }

قال ابن عباس الرجع المطر، وعنه هو السحاب فيه المطر، وعنه { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } تمطر ثم تمطر، وقال قتادة ترجع رزق العباد كل عام، ولولا ذلك لهلكوا، وهلكت مواشيهم، وقال ابن زيد ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ههنا { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } قال ابن عباس هو انصداعها عن النبات، وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغير واحد. وقوله تعالى { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } قال ابن عباس حق، وكذا قال قتادة، وقال آخر حكم عدل { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } أي بل هو جد حق، ثم أخبر عن الكافرين بأنهم يكذبون به ويصدون عن سبيله فقال { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } أي يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن، ثم قال تعالى { فَمَهِّلِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي أنظرهم، ولا تستعجل لهم { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي قليلاً، أي وسترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال، والعقوبة والهلاك، كما قال تعالى { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } آخر تفسير سورة الطارق، ولله الحمد والمنة.