الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ }

يقسم تعالى بالسماء وبروجها، وهي النجوم العظام كما تقدم بيان ذلك في قوله تعالىتَبَارَكَ ٱلَّذِى جَعَلَ فِى ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً } الفرقان 61 قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة والسدي البروج النجوم. وعن مجاهد أيضاً البروج التي فيها الحرس. وقال يحيى بن رافع البروج قصور في السماء، وقال المنهال ابن عمرو { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } الخلق الحسن، واختار ابن جرير أنها منازل الشمس والقمر، وهي اثنا عشر برجاً، تسير الشمس في كل واحد منها شهراً، ويسير القمر في كل واحد منها يومين وثلثاً، فذلك ثمانية وعشرون منزلة، ويستسر ليلتين. وقوله تعالى { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ } اختلف المفسرون في ذلك، وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي، حدثنا عبيد الله، يعني ابن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري، عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } يوم القيامة، { وَشَـٰهِدٍ } يوم الجمعة، وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه، { وَمَشْهُودٍ } يوم عرفة " وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف الحديث، وقد روي موقوفاً على أبي هريرة، وهو أشبه. وقال الإمام أحمد حدثنا محمد، حدثنا شعبة، سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة، أما علي، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما يونس، فلم يعد أبا هريرة أنه قال في هذه الآية { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال يعني الشاهد يوم الجمعة، ويوم مشهود يوم القيامة. وقال أحمد أيضاً حدثنامحمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن يونس، سمعت عماراً مولى بني هاشم يحدث عن أبي هريرة أنه قال في هذه الآية { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة. وقد روي عن أبي هريرة أنه قال اليوم الموعود يوم القيامة، وكذلك قال الحسن وقتادة وابن زيد، ولم أرهم يختلفون في ذلك، ولله الحمد، ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اليوم الموعود يوم القيامة، وإن الشاهد يوم الجمعة، وإن المشهود يوم عرفة، ويوم الجمعة ذخره الله لنا ".

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8