الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } * { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } * { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }

يقول تعالى { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } وذلك يوم القيامة، { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي استمعت لربها، وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق، وذلك يوم القيامة، { وَحُقَّتْ } أي وحق لها أن تطيع أمره لأنه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كل شيء، وذل له كل شيء، ثم قال { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } أي بسطت وفرشت ووسعت. قال ابن جرير حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري، عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا كان يوم القيامة، مد الله الأرض مد الأديم، حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه، فأكون أول من يدعى، وجبريل عن يمين الرحمن، والله ما رآه قبلها، فأقول يا رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي، فيقول الله عز وجل صدق، ثم أشفع، قأقول يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض ــــ قال ــــ وهو المقام المحمود " وقوله تعالى { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } أي ألقت ما في بطنها من الأموات، وتخلت منهم، قاله مجاهد وسعيد وقتادة. { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } كما تقدم. وقوله { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } أي إنك ساع إلى ربك سعياً، وعامل عملاً { فَمُلَـٰقِيهِ } ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أوشر. ويشهد لذلك ما رواه أبو داود الطيالسي عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال جبريل يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه " ومن الناس من يعيد الضمير على قوله ربك، أي فملاق ربك، ومعناه فيجازيك بعملك، ويكافئك على سعيك، وعلى هذا، فكلا القولين متلازم، قال العوفي عن ابن عباس { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } يقول تعمل عملاً تلقى الله به، خيراً كان أو شراً. وقال قتادة { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } إن كدحك يابن آدم لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله، فليفعل، ولا قوة إلا بالله. ثم قال تعالى { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } أي سهلاً بلا تعسير، أي لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله، فإن من حوسب كذلك، هلك لا محالة. وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من نوقش الحساب، عذب " قالت فقلت أفليس قال الله تعالى { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }؟ قال

السابقالتالي
2