الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ }

وقيل إنها الأرض التي تعشر، وقيل إنها الديار التي كانت تسكن، تعطلت لذهاب أهلها. حكى هذه الأقوال كلها الإمام أبو عبد الله القرطبي في كتابه التذكرة، ورجح أنها الإبل، وعزاه إلى أكثر الناس. قلت لا يعرف عن السلف والأئمة سواه، والله أعلم. وقوله تعالى { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي جمعت كما قال تعالىوَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـٰلُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلكِتَـٰبِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الأنعام 38 قال ابن عباس يحشر كل شيء، حتى الذباب. رواه ابن أبي حاتم، وكذا قال الربيع بن خُثيم والسدي وغير واحد، وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية إن هذه الخلائق موافية، فيقضي الله فيها ما يشاء، وقال عكرمة حشرها موتها. وقال ابن جرير حدثني علي بن مسلم الطوسي، حدثنا عباد ابن العوام، حدثنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال حشر البهائم موتها، وحشر كل شيء الموت، غير الجن والإنس فإنهما يوقفان يوم القيامة، حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خُثيم { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال أتى عليها أمر الله، قال سفيان قال أبي فذكرته لعكرمة، فقال قال ابن عباس حشرها موتها، وقد تقدم عن أبي بن كعب أنه قال { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } اختلطت. قال ابن جرير والأولى قول من قال حشرت جمعت. قال الله تعالى { وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً } أي مجموعة. وقوله تعالى { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } قال ابن جرير حدثنا يعقوب، حدثنا ابن علية عن داود عن سعيد بن المسيب قال قال علي رضي الله عنه لرجل من اليهود أين جهنم؟ قال البحر، فقال ما أراه إلا صادقاً، والبحر المسجور، { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } وقال ابن عباس وغير واحد يرسل الله عليها الرياح الدبور، فتسعرها وتصير ناراً تأجج، وقد تقدم الكلام على ذلك عند قوله تعالىوَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } الطور 6 وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أبو طاهر، حدثني عبد الجبار ابن سليمان أبو سليمان النفاط ــــ شيخ صالح يشبه مالك بن أنس ــــ عن معاوية بن سعيد قال إن هذا البحر بركة ــــ يعني بحر الروم، وسط الأرض، والأنهار كلها تصب فيه، والبحر الكبير يصب فيه، وأسفله آبار مطبقة بالنحاس، فإذا كان يوم القيامة، أسجر. وهذا أثر غريب عجيب. وفي سنن أبي داود " لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز فإن تحت البحر ناراً، وتحت النار بحراً " الحديث. وقد تقدم الكلام عليه في سورة فاطر. وقال مجاهد والحسن بن مسلم سجرت أوقدت.

PreviousNext
1 2 4 5 6 7