الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

قال ابن عباس الصاخة اسم من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده، وقال ابن جرير لعله اسم للنفخة في الصور. وقال البغوي الصاخة يعني صيحة يوم القيامة، سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع، أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ } أي يراهم ويفر منهم، ويبتعد منهم لأن الهول عظيم، والخطب جليل. قال عكرمة يلقى الرجل زوجته فيقول لها يا هذه أي بعل كنت لك؟ فتقول نعم البعل كنت، وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي لعلي أنجو مما ترين، فتقول له ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً، أتخوف مثل الذي تخاف. قال وإن الرجل ليلقى ابنه، فيتعلق به فيقول يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى، فيقول ولده يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً، يقول الله تعالى { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ }. وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة أنه إذا طلب إلى كل من أولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق يقول نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي، حتى إن عيسى بن مريم يقول لا أسأله اليوم إلا نفسي، لا أسأله مريم التي ولدتني، ولهذا قال تعالى { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ } قال قتادة الأحب فالأحب، والأقرب فالأقرب، من هول ذلك اليوم. وقوله تعالى { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } أي هو في شغل شاغل عن غيره، قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، حدثنا الوليد بن صالح، حدثنا ثابت أبو زيد العباداني عن هلال بن خباب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تحشرون حفاة عراة مشاة غرلاً " قال فقالت زوجته يا رسول الله ننظر، أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال " لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه ــــ أو قال ما أشغله عن النظر ــــ ". وقد رواه النسائي منفرداً به عن أبي داود عن عارم عن ثابت بن يزيد، وهو أبو زيد الأحول البصري أحد الثقات، عن هلال بن خباب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. وقد رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن محمد بن الفضل عن ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

السابقالتالي
2 3