الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قال محمد بن إسحاق حدثني العباس بن عبد الله بن مغفل عن بعض أهله عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر " إني قد عرفت أن أناساً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحداً منهم - أي من بني هاشم - فلا يقتله، ومن لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله، فإنه إنما أخرج مستكرهاً " فقال أبو حذيفة بن عتبة أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا، ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف، فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب " يا أبا حفص - قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حفص - أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف؟ " فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فوالله لقد نافق، فكان أبو حذيفة يقول بعد ذلك والله ما آمن من تلك الكلمة التي قلت، ولا أزال منها خائفاً، إلا أن يكفرها الله تعالى عني بشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيداً رضي الله عنه. وبه عن ابن عباس قال لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، والأسارى محبوسون بالوثاق، بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساهراً أول الليل، فقال له أصحابه يا رسول الله ما لك لا تنام؟ - وقد أسر العباس رجل من الأنصار - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سمعت أنين عمي العباس في وثاقه " فأطلَقُوه فسكت، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن إسحاق وكان أكثر الأسارى يوم بدر فداءً العباسُ بن عبد المطلب، وذلك أنه كان رجلاً موسراً، فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهباً، وفي صحيح البخاري من حديث موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك أن رجالاً من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه. قال " لا والله لا تذرون منه درهماً " وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن الزهري عن جماعة سماهم قالوا بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم، ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا، وقال العباس يا رسول الله قد كنت مسلماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3 4