الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } * { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا، فهم لا يؤمنون، الذين كلما عاهدوا عهداً نقضوه، وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه، { وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } أي لا يخافون من الله في شيء ارتكبوه من الآثام، { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى ٱلْحَرْبِ } أي تغلبهم وتظفر بهم في حرب، { فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } أي نكل بهم، قاله ابن عباس والحسن البصري والضحاك والسدي وعطاء الخراساني وابن عيينة، ومعناه غلظ عقوبتهم، وأثخنهم قتلاً ليخاف من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة، { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } وقال السدي يقول لعلهم يحذرون أن ينكثوا، فيصنع بهم مثل ذلك.