الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }

قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي { وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرْقاً } الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسر، فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة، وكأنما حلته من نشاط، وهو قوله { وَٱلنَّـٰشِطَـٰتِ نَشْطاً } قاله ابن عباس، وعن ابن عباس { وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ } هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط، ثم تغرق في النار، رواه ابن أبي حاتم. وقال مجاهد { وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرْقاً } الموت، وقال الحسن وقتادة { وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرْقاً وَٱلنَّـٰشِطَـٰتِ نَشْطاً } هي النجوم، وقال عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى { وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ } { وَٱلنَّـٰشِطَـٰتِ } هي القسي في القتال. والصحيح الأول، وعليه الأكثرون. وأما قوله تعالى { وَٱلسَّـٰبِحَـٰتِ سَبْحاً } فقال ابن مسعود هي الملائكة، وروي عن علي ومجاهد وسعيد بن جبير وأبي صالح مثل ذلك، وعن مجاهد { وَٱلسَّـٰبِحَـٰتِ سَبْحاً } الموت، وقال قتادة هي النجوم، وقال عطاء بن أبي رباح، هي السفن. وقوله تعالى { فَٱلسَّـٰبِقَـٰتِ سَبْقاً } روي عن علي ومسروق ومجاهد وأبي صالح والحسن البصري، يعني الملائكة، قال الحسن سبقت إلى الإيمان والتصديق به. وعن مجاهد الموت. وقال قتادة هي النجوم، وقال عطاء هي الخيل في سبيل الله. وقوله تعالى { فَٱلْمُدَبِّرَٰتِ أَمْراً } قال علي ومجاهد وعطاء وأبو صالح والحسن وقتادة والربيع بن أنس والسدي هي الملائكة، زاد الحسن تدبر الأمر من السماء إلى الأرض، يعني بأمر ربها عز وجل، ولم يختلفوا في هذا، ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك، إلا أنه حكى في المدبرات أمراً أنها الملائكة، ولا أثبت ولا نفى. وقوله تعالى { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية، وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغير واحد، وعن مجاهد أما الأولى، وهي قوله جل وعلا { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } فكقوله جلت عظمتهيَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ } المزمل 14 والثانية، وهي الرادفة، فهي كقولهوَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَٰحِدَةً } الحاقة 14 وقد قال الإمام أحمد حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه " فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك، قال " إذاً يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك " وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري بإسناده مثله، ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل، قام فقال

السابقالتالي
2