الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤمۤصۤ } * { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }

قد تقدم الكلام في أول سورة البقرة على ما يتعلق بالحروف وبسطه واختلاف الناس فيه، قال ابن جرير حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي عن شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس { الۤمۤصۤ } أنا الله أفصل، وكذا قال سعيد بن جبير { كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ } أي هذا كتاب أنزل إليك، أي من ربك { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } قال مجاهد وقتادة والسدي شك منه. وقيل لا تتحرج به في إبلاغه والإنذار به،فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ } الأحقاف 35 ولهذا قال { لِتُنذِرَ بِهِ } أي أنزلناه إليك لتنذر به الكافرين { وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }. ثم قال تعالى مخاطباً للعالم { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } أي اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه، { وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } أي لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره، { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } كقولهوَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } يوسف 103 وقوله { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } الآية، وقولهوَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } يوسف 106.