الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ }

قيل المراد بالخطاب في { ٱهْبِطُواْ } آدم وحواء وإبليس والحية، ومنهم من لم يذكر الحية، والله أعلم، والعمدة في العداوة آدم وإبليس، ولهذا قال تعالى في سورة طه قالٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً } طه 123 الآية، وحواء تبع لآدم، والحية إن كان ذكرها صحيحاً، فهي تبع لإبليس، وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات، والله أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم، لذكرها الله تعالى في كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم وقوله { وَلَكُمْ فِى ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } أي قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة، قد جرى بها القلم، وأحصاها القدر، وسطرت في الكتاب الأول، وقال ابن عباس { مُسْتَقَرٌّ } القبور، وعنه قال { مُسْتَقَرٌّ } فوق الأرض وتحتها، رواهما ابن أبي حاتم، وقوله { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } كقوله تعالىمِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } طه 55 يخبر تعالى، أنه جعل الأرض داراً لبني آدم مدة الحياة الدنيا، فيها محياهم، وفيها مماتهم وقبورهم، ومنها نشورهم ليوم القيامة، الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، ويجازي كلاً بعمله.