الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى { قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } يقول لولا تلقيتها. وقال مرة أخرى لولا أحدثتها فأنشأتها، وقال ابن جرير عن عبدالله بن كثير عن مجاهد في قوله { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } قال لولا اقتضيتها، قالوا تخرجها عن نفسك، وكذا قال قتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جرير. وقال العوفي عن ابن عباس { لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } يقول تلقيتها من الله تعالى. وقال الضحاك { لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } يقول لولا أخذتها أنت، فجئت بها من السماء، ومعنى قوله تعالى { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـآيَةٍ } أي معجزة وخارق كقوله تعالىإِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَـٰقُهُمْ لَهَا خَـٰضِعِينَ } الشعراء 4 يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم ألا تجهد نفسك في طلب الآيات من الله حتى نراها ونؤمن بها، قال الله تعالى له { قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَىَّ مِن رَّبِّى } أي أنا لا أتقدم إليه تعالى في شيء، وإنما أتبع ما أمرني به، فأمتثل ما يوحيه إلي، فإن بعث آية قبلتها، وإن منعها لم أسأله ابتداء إياها، إلا أن يأذن لي في ذلك، فإنه حكيم عليم، ثم أرشدهم إلى أن هذا القرآن هو أعظم المعجزات، وأبين الدلالات، وأصدق الحجج والبينات، فقال { هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.