الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }

يقول تعالى { وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ } أي بعض الأمم { أُمَّةً } قائمة بالحق قولاً وعملاً { يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ } يقولونه، ويدعون إليه { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } يعملون ويقضون، وقد جاء في الآثار أن المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية هي هذه الأمة المحمدية، قال سعيد عن قتادة في تفسير هذه الآية بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية " هذه لكم، وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } " الأعراف 159. وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في قوله تعالى { وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أمتي قوماً على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم متى ما نزل " وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى تقوم الساعة " وفي رواية " حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك " وفي رواية " وهم بالشام ".