قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } يقول رفعناه، وهو قوله{ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ } النساء 154 وقال سفيان الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعته الملائكة فوق رؤوسهم، وهو قوله{ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ } البقرة 63 وقال القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ثم سار بهم موسى عليه السلام إلى الأرض المقدسة، وأخذ الألواح بعد ما سكت عنه الغضب، وأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف، فثقلت عليهم، وأبوا أن يقروا بها حتى نتق الله الجبل فوقهم { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } قال رفعته الملائكة فوق رؤوسهم، رواه النسائي بطوله. وقال سنيد بن داود في تفسيره عن حجاج بن محمد عن أبي بكر بن عبد الله قال هذا كتاب، أتقبلونه بما فيه؟ فإن فيه بيان ما أحل لكم، وما حرم عليكم، وما أمركم، وما نهاكم، قالوا انشر علينا ما فيها، فإن كانت فرائضها وحدودها يسيرة قبلناها، قال اقبلوها بما فيها، قالوا لا، حتى نعلم ما فيها كيف حدودها وفرائضها، فراجعوه مراراً، فأوحى الله إلى الجبل، فانقلع فارتفع في السماء، حتى إذا كان بين رؤوسهم وبين السماء، قال لهم موسى ألا ترون ما يقول ربي عز وجل؟ لئن لم تقبلوا التوراة بما فيها، لأرمينكم بهذا الجبل. قال فحدثني الحسن البصري قال لما نظروا إلى الجبل، خر كل رجل ساجداً على حاجبه الأيسر، ونظر بعينه اليمنى إلى الجبل فرقاً من أن يسقط عليه، فكذلك ليس اليوم في الأرض يهودي يسجد إلا على حاجبه الأيسر، يقولون هذه السجدة التي رفعت بها العقوبة. قال أبو بكر فلما نشر الألواح فيها كتاب الله كتبه بيده، لم يبق على وجه الأرض جبل ولا شجر ولا حجر إلا اهتز، فليس اليوم يهودي على وجه الأرض، صغير ولا كبير، تقرأ عليه التوراة، إلا اهتز ونفض لها رأسه، أي حرّك كما قال تعالى{ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } الإسراء 51 والله أعلم.