الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

يخبر تعالى عن مناظرة موسى لفرعون، وإلجامه إياه بالحجة، وإظهاره الآيات البينات بحضرة فرعون وقومه من قبط مصر، فقال تعالى { وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰفِرْعَوْنُ إِنَّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي أرسلني الذي هو خالق كل شيء وربه ومليكه، { حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ } فقال بعضهم معناه حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق، أي جدير بذلك وحري به، قالوا والباء وعلى يتعاقبان، يقال رميت بالقوس، وعلى القوس، وجاء على حال حسنة، وبحال حسنة، وقال بعض المفسرين معناه حريص على أن لا أقول على الله إلا الحق، وقرأ آخرون من أهل المدينة حقيق عليّ، بمعنى واجب وحق علي ذلك أن لا أخبر عنه إلا بما هو حق وصدق لما أعلم من جلاله وعظيم شأنه { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } أي بحجة قاطعة من الله أعطانيها دليلاً على صدقي فيما جئتكم به { فَأَرْسِلْ مَعِىَ بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } أي أطلقهم من أسرك وقهرك، ودعهم وعبادة ربك وربهم فإنهم من سلالة نبي كريم إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِـآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } أي قال فرعون لست بمصدقك فيما قلت، ولا بمطيعك فيما طلبت، فإن كانت معك حجة فأظهرها لنراها إن كنت صادقاً فيما ادعيت.