الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قال سفيان الثوري عن منصور عن رجل عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى { قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } يقول أدّبوهم وعلّموهم. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } يقول اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار، وقال مجاهد { قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } قال اتقوا الله، وأوصوا أهليكم بتقوى الله، وقال قتادة يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصية الله، وأن يقوم عليهم بأمر الله ويأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية قدعتهم عنها وزجرتهم عنها، وهكذا قال الضحاك ومقاتل حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. وفي معنى هذه الآية الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها " هذا لفظ أبي داود، وقال الترمذي هذا حديث حسن، وروى أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، قال الفقهاء وهكذا في الصوم ليكون ذلك تمريناً له على العبادة لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر، والله الموفق. وقوله تعالى { وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } وقودها أي حطبها الذي يلقى فيها جثث بني آدم { وَٱلْحِجَارَةُ } قيل المراد بها الأصنام التي تعبد لقوله تعالىإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } الأنبياء 98 وقال ابن مسعود ومجاهد وأبو جعفر الباقر والسدي هي حجارة من كبريت، زاد مجاهد أنتن من الجيفة، وروى ذلك ابن أبي حاتم رحمه الله، ثم قال حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن سنان المنقري، حدثنا عبد العزيز ــــ يعني ابن أبي روّاد ــــ قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } وعنده بعض أصحابه، وفيهم شيخ، فقال الشيخ يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنّم أعظم من جبال الدنيا كلها " ، قال فوقع الشيخ مغشياً عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده، فإذا هو حي، فناداه قال " يا شيخ قل لا إله إلا الله " فقالها، فبشّره بالجنة. قال فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا؟ قال

السابقالتالي
2 3 4