الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً قُلِ ٱنتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }

يقول تعالى متوعداً للكافرين به، والمخالفين لرسله، والمكذبين بآياته، والصادين عن سبيله { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ } وذلك كائن يوم القيامة { أَوْ يَأْتِىَ بَعْضُ ءَايَـٰتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَـٰتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا } وذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة وأشراطها حين يرون شيئاً من أشراط الساعة كما قال البخاري في تفسير هذه الآية حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس، آمن من عليها " فذلك حين { لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ }. حدثنا إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها " وفي لفظ " فإذا طلعت، ورآها الناس، آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل " ثم قرأ هذه الآية. هكذا روي هذا الحديث من هذين الوجهين، ومن الوجه الأول أخرجه بقية الجماعة في كتبهم، إلا الترمذي من طرق عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، عن أبي زرعة بن جرير، عن أبي هريرة به. وأمّا الطريق الثاني، فرواه عن إسحاق غير منسوب، وقيل هو ابن منصور الكوسج، وقيل إسحاق بن نصر، والله أعلم، وقد رواه مسلم عن محمد بن رافع الجنديسابوري، كلاهما عن عبد الرزاق به، وقد ورد هذا الحديث من طرق أخر عن أبي هريرة. كما انفرد مسلم بروايته من حديث العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريرة به. وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا ابن فضيل عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض " ورواه أحمد عن وكيع عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم سلمان، عن أبي هريرة، به، وعنده والدخان، ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن وكيع. ورواه هو أيضاً والترمذي من غير وجه عن فضيل بن غزوان به، ورواه إسحاق بن عبد الله القروي عن مالك بن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ولكن لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه لضعف القروي، والله أعلم.

السابقالتالي
2 3 4 5