الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

لما ذكر تعالى طريق الضالين عن سبيله، الصادين عنها، نبه على شرف ما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق، فقال تعالى { وَهَـٰذَا صِرَٰطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً } منصوب على الحال، أي هذا الدين الذي شرعناه لك يا محمد بما أوحينا إليك هذا القرآن هو صراط الله المستقيم كما تقدم في حديث الحارث عن علي في نعت القرآن هو صراط الله المستقيم، وحبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، رواه أحمد والترمذي بطوله، { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَـٰتِ } أي وضحناها وبيناها وفسرناها { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } أي لمن له فهم ووعي يعقل عن الله ورسوله { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَـٰمِ } وهي الجنة { عِندَ رَبِّهِمْ } أي يوم القيامة، وإنما وصف الله الجنة ههنا بدار السلام لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم المقتفي أثر الأنبياء وطرائقهم، فكما سلموا من آفات الاعوجاج، أفضوا إلى دار السلام { وَهُوَ وَلِيُّهُم } أي حافظهم وناصرهم ومؤيدهم { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي جزاء على أعمالهم الصالحة، تولاهم، وأثابهم الجنة بمنه وكرمه.