الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

قال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } قال اليهود، وكذا قال مقاتل بن حيان، وزاد كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اليهود موادعة، وكانوا إذا مر بهم الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله، أو بما يكره المؤمن، فإذا رأى المؤمن ذلك، خشيهم فترك طريقه عليهم، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا، وعادوا إلى النجوى، فأنزل الله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه عن جده قال كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيت عنده يطرقه من الليل أمر، وتبدو له حاجة، فلما كانت ذات ليلة، كثر أهل النوب والمحتسبون حتى كنا أندية نتحدث، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما هذه النجوى؟ ألم تنهوا عن النجوى؟ " قلنا تبنا إلى الله يا رسول الله إنا كنا في ذكر المسيح فرقاً منه. فقال " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟ " قلنا بلى يا رسول الله قال " الشرك الخفي أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل " هذا إسناد غريب، وفيه بعض الضعفاء. وقوله تعالى { وَيَتَنَـٰجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } أي يتحدثون فيما بينهم { بِٱلإِثْمِ } وهو ما يختص بهم { وَالْعُدْوَٰنِ } وهو ما يتعلق بغيرهم، ومنه معصية الرسول ومخالفته، يصرون عليها، ويتواصون بها. وقوله تعالى { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود، فقالوا السام عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة وعليكم السام، قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش " قلت ألا تسمعهم يقولون السام عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أو ما سمعت أقول وعليكم " ؟ فأنزل الله تعالى { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } وفي رواية في الصحيح أنها قالت لهم عليكم السام والذام واللعنة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنه يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا "

السابقالتالي
2 3