يقول تعالى { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ } أي الروح { ٱلْحُلْقُومَ } أي الحلق، وذلك حين الاحتضار، كما قال تعالى{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِىَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } القيامة 26 ــــ 30 ولهذا قال ههنا { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } أي إلى المحتضر، وما يكابده من سكرات الموت { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ } أي بملائكتنا { وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ } أي ولكن لا ترونهم كما قال تعالى في الآية الأخرى{ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقِّ أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَـٰسِبِينَ } الأنعام 61 ــــ 62 وقوله تعالى { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَآ } معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول، ومقرها من الجسد، إن كنتم غير مدينين. قال ابن عباس يعني محاسبين، وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله. وقال سعيد ين جبير والحسن البصري { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون، فردوا هذه النفس، وعن مجاهد { غَيْرَ مَدِينِينَ } غير موقنين. وقال ميمون بن مهران غير معذبين مقهورين.