الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

هاتان الجنتان دون اللتين قبلهما في المرتبة والفضيلة والمنزلة بنص القرآن، قال الله تعالى { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } وقد تقدم في الحديث " جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما " فالأوليان للمقربين، والأخريان لأصحاب اليمين. وقال أبو موسى جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من فضة لأصحاب اليمين. وقال ابن عباس { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } من دونهما في الدرج، وقال ابن زيد من دونهما في الفضل. والدليل على شرف الأوليين على الأخريين وجوه أحدها أنه نعت الأوليين قبل هاتين، والتقدم يدل على الاعتناء ثم قال { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } وهذا ظاهر في شرف التقدم وعلوه على الثاني، وقال هناك { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } وهي الأغصان، أو الفنون في الملاذ، وقال ههنا { مُدْهَآمَّتَانِ } أي سوداوان من شدة الري من الماء. قال ابن عباس في قوله { مُدْهَآمَّتَانِ } قد اسودتا من الخضرة من شدة الري من الماء، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن فضيل، حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس { مُدْهَآمَّتَانِ } قال خضراوان. وروي عن أبي أيوب الأنصاري وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن أبي أوفى وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد في إحدى الروايات وعطاء وعطية العوفي والحسن البصري، ويحيى بن رافع وسفيان الثوري نحو ذلك، وقال محمد بن كعب { مُدْهَآمَّتَانِ } ممتلئتان من الخضرة، وقال قتادة خضراوان من الري ناعمتان، ولا شك في نضارة الأغصان على الأشجار المشتبكة بعضها في بعض. وقال هناك { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } ، وقال ههنا { نَضَّاخَتَانِ } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي فياضتان، والجري أقوى من النضخ، وقال الضحاك { نَضَّاخَتَانِ } أي ممتلئتان، ولا تنقطعان. وقال هناك { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَـٰكِهَةٍ زَوْجَانِ } وقال ههنا { فِيهِمَا فَـٰكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } ولا شك أن الأولى أعم وأكثر في الأفراد والتنويع على فاكهة، وهي نكرة في سياق الإثبات لا تعم، ولهذا فسر قوله { وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } من باب عطف الخاص على العام كما قرره البخاري وغيره، وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما، قال عبد بن حميد حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا حصين بن عمر، حدثنا مخارق عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب قال جاء أناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أفي الجنة فاكهة؟ قال " نعم، فيها فاكهة ونخل ورمان " قالوا أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال " نعم، وأضعاف " قالوا فيقضون الحوائج؟ قال " لا، ولكنهم يعرقون ويرشحون، فيذهب الله ما في بطونهم من أذى "

السابقالتالي
2 3 4