الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } * { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } * { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } * { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

ثم رواه ابن جرير عن أبي كريب عن طلق بن غنام، عن زائدة عن عاصم عن علي بن ربيعة قال سأل ابن الكواء علياً عن البيت المعمور، قال مسجد في السماء يقال له الضراح، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثم لا يعودون فيه أبداً. ورواه من حديث أبي الطفيل عن علي بمثله. وقال العوفي عن ابن عباس هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه. وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف. وقال قتادة والربيع بن أنس والسدي ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه " هل تدرون ما البيت المعمور؟ " قالوا الله ورسوله أعلم. قال " فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة، لو خر، لخر عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم " وزعم الضحاك أنه يعمره طائفة من الملائكة يقال لهم الجن، من قبيلة إبليس، فالله أعلم. وقوله تعالى { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } قال سفيان الثوري وشعبة وأبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } يعني السماء. قال سفيان ثم تلاوَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ ءَايَـٰتِهَا مُعْرِضُونَ } الأنبياء 32 وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وابن جريج وابن زيد، واختاره ابن جرير. وقال الربيع ابن أنس هو العرش، يعني أنه سقف لجميع المخلوقات، وله اتجاه، وهو مراد مع غيره كما قاله الجمهور. وقوله تعالى { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } قال الربيع بن أنس هو الماء الذي تحت العرش الذي ينزل الله منه المطر، الذي تحيا به الأجساد في قبورها يوم معادها، وقال الجمهور هو هذا البحر، واختلف في معنى قوله المسجور، فقال بعضهم المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } أي أضرمت فتصير ناراً تتأجج محيطة بأهل الموقف. ورواه سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب، وروي عن ابن عباس، وبه يقول سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم. وقال العلاء بن بدر إنما سمي البحر المسجور لأنه لا يشرب منه ماء، ولا يسقى به زرع، وكذلك البحار يوم القيامة. كذا رواه عنه ابن أبي حاتم. وعن سعيد بن جبير { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } يعني المرسل. وقال قتادة المسجور المملوء، اختاره ابن جرير، ووجهه بأنه ليس موقداً اليوم، فهو مملوء. وقيل المراد به الفارغ. قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله تعالى { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } قال الفارغ خرجت أمة تستسقي، فرجعت فقالت إن الحوض مسجور، يعني فارغاً.

PreviousNext
1 3 4