الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

لما ذكر تعالى حال الأشقياء، عطف بذكر السعداء، ولهذا سمي القرآن مثاني، فقال { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } أي لله في الدنيا { فِى مَقَامٍ أَمِينٍ } أي في الآخرة، وهو الجنة، قد أمنوا فيها من الموت والخروج، ومن كل هم وحزن، وجزع وتعب ونصب، ومن الشيطان وكيده، وسائر الآفات والمصائب { فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ } وهذا في مقابلة ما أولئك فيه من شجرة الزقوم وشرب الحميم، وقوله تعالى { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ } وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها { وَإِسْتَبْرَقٍ } وهو ما فيه بريق ولمعان، وذلك كالريش، وما يلبس على أعالي القماش { مُّتَقَـٰبِلِينَ } أي على السرر، لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره. وقوله تعالى { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ } أي هذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحسان الحور العين اللاتيلَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } الرحمن 56كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } الرحمن 57هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَـٰنِ إِلاَّ ٱلإِحْسَـٰنُ } الرحمن 60 قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا نوح بن حبيب، حدثنا نصر بن مزاحم العطار، حدثنا عمر بن سعد عن رجل عن أنس رضي الله عنه، رفعه نوح قال " لو أن حوراء بزقت في بحر لجّي، لعذب ذلك الماء لعذوبة ريقها " وقوله عز وجل { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَـٰكِهَةٍ ءَامِنِينَ } أي مهما طلبوا من أنواع الثمار، أحضر لهم، وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه، بل يحضر إليهم كلما أرادوا. وقوله { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } هذا استثناء يؤكد النفي فإنه استثناء منقطع، ومعناه أنهم لا يذوقون فيها الموت أبداً، كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يؤتى بالموت في صورة كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت " وقد تقدم الحديث في سورة مريم عليها الصلاة والسلام. وقال عبد الرزاق حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقال لأهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً " رواه مسلم عن إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق به، هكذا يقول أبو إسحاق، وأهل العراق يقولون أبو مسلم الأغر، وأهل المدينة يقولون أبو عبد الله الأغر. وقال أبو بكر بن أبي داود السجستاني حدثنا أحمد بن حفص عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج، هو ابن حجاج، عن عبادة عن عبيد الله بن عمرو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2