الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ }

قوله تبارك وتعالى { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } كقوله تعالىفَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ } البقرة 194 وكقولهوَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } النحل126 الآية، فشرع العدل، وهو القصاص، وندب إلى الفضل، وهو العفو كقوله جل وعلاوَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } المائدة 45 ولهذا قال ههنا { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } أي لا يضيع ذلك عند الله كما صح ذلك في الحديث " وما زاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً " وقوله تعالى { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي المعتدين، وهو المبتدىء بالسيئة. ثم قال جل وعلا { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } أي ليس عليهم جناح في الانتصار ممن ظلمهم. قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار في قوله تعالى { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } فحدثني علي بن زيد ابن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه، قال ابن عون زعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت قالت أم المؤمنين رضي الله عنها دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش رضي الله عنها، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصنع بيده شيئاً، فلم يفطن لها، فقلت بيده حتى فطنته لها، فأمسك، وأقبلت زينب رضي الله عنها تقحم لعائشة رضي الله عنها، فنهاها، فأبت أن تنتهي، فقال لعائشة رضي الله عنها " سبيها " فسبتها، فغلبتها، وانطلقت زينب رضي الله عنها، فأتت علياً رضي الله عنه، فقالت إن عائشة تقع بكم، وتفعل بكم، فجاءت فاطمة رضي الله عنها، فقال صلى الله عليه وسلم لها " إنها حبة أبيك ورب الكعبة " فانصرفت، وقالت لعلي رضي الله عنه إني قلت له صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال لي كذا وكذا، قال وجاء علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكلمه في ذلك، هكذا أورد هذا السياق، وعلي بن زيد ابن جدعان، يأتي في رواياته بالمنكرات غالباً، وهذا فيه نكارة، والصحيح خلاف هذا السياق، كما رواه النسائي وابن ماجه من حديث خالد بن سلمة الفأفاء، عن عبد الله البهي عن عروة، قال قالت عائشة رضي الله عنها ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن، وهي غضبى، ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك إذا قلبت لك ابنة أبي بكر درعها، ثم أقبلت علي، فأعرضت عنها، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3