الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } * { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ }

يقول تعالى { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي اذكر لهؤلاء المشركين يوم يحشرون إلى النار يوزعون، أي تجمع الزبانية أولهم على آخرهم كما قال تبارك وتعالىوَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } مريم 86 أي عطاشاً. وقوله عز وجل { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا } أي وقفوا عليها، { شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَـٰرُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بأعمالهم مما قدموه وأخروه، لا يكتم منه حرف، { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } أي لاموا أعضاءهم وجلودهم حين شهدوا عليهم، فعند ذلك أجابتهم الأعضاء { قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي فهو لا يخالف ولا يمانع، وإليه ترجعون. قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا علي بن قادم، حدثنا شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وابتسم، فقال صلى الله عليه وسلم " ألا تسألوني عن أي شيء ضحكت؟ " قالوا يا رسول الله عن أي شيء ضحكت؟ قال صلى الله عليه وسلم " عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول أي ربي أليس وعدتني أن لا تظلمني؟ قال بلى، فيقول فإني لا أقبل علي شاهداً إلا من نفسي، فيقول الله تبارك وتعالى أوليس كفى بي شهيداً وبالملائكة الكرام الكاتبين؟ ــــ قال ــــ فيردد هذا الكلام مراراً ــــ قال ــــ فيختم على فيه، وتتكلم أركانه بما كان يعمل، فيقول بعداً لكن وسحقاً، عنكن كنت أجادل " ثم رواه هو وابن أبي حاتم من حديث أبي عامر الأسدي عن الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل بن عمرو عن الشعبي، ثم قال لا نعلم رواه عن أنس رضي الله عنه غير الشعبي. وقد أخرجه مسلم والنسائي جميعاً عن أبي بكر بن أبي النضر عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي عن الثوري به. ثم قال النسائي لا أعلم أحداً رواه عن الثوري غير الأشجعي. وليس كما قال كما رأيت، والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال قال قال أبو بردة قال أبو موسى ويدعى الكافر والمنافق للحساب، فيعرض عليه ربه عز وجل عمله، فيجحد، ويقول أي رب وعزتك لقد كتب علي هذا الملك ما لم أعمل، فيقول له الملك أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول لا وعزتك أي رب ما عملته، قال فإذا فعل ذلك، ختم على فيه، قال الأشعري رضي الله عنه فإني لأحسب أول ما ينطق منه فخذه اليمنى.

السابقالتالي
2 3 4