الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } * { ٱنظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْماً مُّبِيناً } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً }

قال الحسن وقتادة نزلت هذه الآية، وهي قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } في اليهود والنصارى حين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه. وقال ابن زيد نزلت في قولهملَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ } البقرة 111، وقال مجاهد كانوا يقدمون الصبيان أمامهم في الدعاء والصلاة، يؤمونهم، ويزعمون أنهم لا ذنب لهم، وكذا قال عكرمة وأبو مالك، وروى ذلك ابن جرير، وقال العوفي عن ابن عباس في قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } وذلك أن اليهود قالوا إن أبناءنا توفوا، وهم لنا قربة، وسيشفعون لنا ويزكوننا، فأنزل الله على محمد { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } الآية، رواه ابن جرير. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا ابن حمير عن ابن لهيعة، عن بشير بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال كان اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم، ويقربون قربانهم، ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب، وكذبوا، قال الله إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له، وأنزل الله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } ثم قال وروي عن مجاهد وأبي مالك والسدي وعكرمة والضحاك، نحو ذلك، وقال الضحاك قالوا ليس لنا ذنوب كما ليس لأبنائنا ذنوب، فأنزل الله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } فيهم، وقيل نزلت في ذم التمادح والتزكية، وقد جاء في الحديث الصحيح عند مسلم عن المقداد بن الأسود قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب، وفي الحديث الآخر المخرج في الصحيحين من طريق خالد الحذاء عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمع رجلاً يثني على رجل، فقال " ويحك قطعت عنق صاحبك " ، ثم قال " إن كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة، فليقل أحسبه كذا، ولا يزكي على الله أحداً " وقال الإمام أحمد حدثنا معتمر عن أبيه عن نعيم بن أبي هند قال قال عمر بن الخطاب من قال أنا مؤمن، فهو كافر، ومن قال هو عالم، فهو جاهل، ومن قال هو في الجنة، فهو في النار. ورواه ابن مردويه من طريق موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن عمر أنه قال إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، فمن قال إنه مؤمن، فهو كافر، ومن قال هو عالم، فهو جاهل، ومن قال إنه في الجنة، فهو في النار. وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة وحجاج، أنبأنا شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن معبد الجهني، قال كان معاوية قلما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان قلما يكاد أن يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أن يحدث بهن عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول

السابقالتالي
2 3 4