الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } * { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ }

يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين بالاستمرار على طاعته وتقواه { قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ } أي لمن أحسن العمل في هذه الدنيا حسنة في دنياهم وأخراهم، وقوله { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } قال مجاهد فهاجروا فيها، وجاهدوا، واعتزلوا الأوثان، وقال شريك عن منصور عن عطاء في قوله تبارك وتعالى { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } قال إذا دعيتم إلى معصية، فاهربوا، ثم قرأأَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةً فَتُهَـٰجِرُواْ فِيهَا } النساء97 وقوله تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } قال الأوزاعي ليس يوزن لهم، ولا يكال لهم، إنما يغرف لهم غرفاً، وقال ابن جريج بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم قط، ولكن يزادون على ذلك، وقال السدي { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } يعني في الجنة. وقوله { قُلْ إِنِّىۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } أي إنما أمرت بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } قال السدي يعني من أمته صلى الله عليه وسلم