الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } * { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } * { قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ }

قال مجاهد وعكرمة وعروة بن الزبير والسدي وقتادة جاء أبي بن خلف لعنه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفته ويذروه في الهواء، وهو يقول يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم " نعم، يميتك الله تعالى، ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار " ونزلت هذه الآيات من آخر يس { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَـٰنُ أَنَّا خَلَقْنَـٰهُ مِن نُّطْفَةٍ } إلى آخرهن. وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء، ففته بيده، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم، يميتك الله، ثم يحييك، ثم يدخلك جهنم " قال ونزلت الآيات من آخر يس، ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، فذكره، ولم يذكر ابن عباس رضي الله عنهما. وروي من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء عبد الله بن أبي بعظم، ففته، وذكر نحو ما تقدم، وهذا منكر لأن السورة مكية، وعبد الله بن أبي ابن سلول إنما كان بالمدينة، وعلى كل تقدير، سواء كانت هذه الآيات قد نزلت في أبي بن خلف أو العاص بن وائل، أو فيهما، فهي عامة في كل من أنكر البعث، والألف واللام في قوله تعالى { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَـٰنُ } للجنس يعم كل منكر للبعث { أَنَّا خَلَقْنَـٰهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّبِينٌ } أي أولم يستدل من أنكر البعث بالبدء على الإعادة؟ فإن الله ابتدأ خلق الإنسان من سلالة من ماء مهين، فخلقه من شيء حقير ضعيف مهين كماقال عز وجلأَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ فَجَعَلْنَـٰهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } المرسلات 20 ــــ 22 وقال تعالىإِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } الإنسان 2 أي من نطفة من أخلاط متفرقة، فالذي خلقه من هذه النطفة الضعيفة، أليس بقادر على إعادته بعد موته؟ كما قال الإمام أحمد في " مسنده " حدثنا أبو المغيرة، حدثنا حريز، حدثني عبد الرحمن ابن ميسرة عن جبير بن نفير عن بشر بن جحاش قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوماً في كفه، فوضع عليها أصبعه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2