الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }

فعند ذلك قال لهم أهل القرية { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } أي لم نر على وجوهكم خيراً في عيشنا. وقال قتادة يقولون إن أصابنا شر، فإنما هو من أجلكم. وقال مجاهد يقولون لم يدخل مثلكم إلى قرية، إلا عذب أهلها { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } قال قتادة بالحجارة. وقال مجاهد بالشتم، { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي عقوبة شديدة، فقالت لهم رسلهم { طَـٰئِرُكُم مَّعَكُمْ } أي مردود عليكم كقوله تعالى في قوم فرعونفَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاَۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ } الأعراف 131 وقال قوم صالح { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } وقال قتادة ووهب ابن منبه أي أعمالكم معكم. وقال عز وجلوَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ فَمَا لِهَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } النساء 78 وقوله تعالى { أَءِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له، قابلتمونا بهذا الكلام، وتوعدتمونا وتهددتمونا، بل أنتم قوم مسرفون. وقال قتادة أي إن ذكرناكم بالله، تطيرتم بنا، بل أنتم قوم مسرفون.