الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قال سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال كنت لا أدري ما فاطر السمٰوات والأرض، حتى أتاني أعربيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه أنا فطرتها، أي بدأتها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً { فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي بديع السمٰوات والأرض. وقال الضحاك كل شيء في القرآن فاطر السمٰوات والأرض، فهو خالق السمٰوات والأرض. وقوله تعالى { جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً } أي بينه وبين أنبيائه { أُوْلِىۤ أَجْنِحَةٍ } أي يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعاً { مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَاعَ } أي منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك، كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام ليلة الإسراء، وله ستمائة جناح، بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب، ولهذا قال جل وعلا { يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } قال السدي يزيد في الأجنحة وخلقهم ما يشاء. وقال الزهري وابن جريج في قوله تعالى { يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } يعني حسن الصوت، رواه عن الزهري البخاري في " الأدب " ، وابن أبي حاتم في تفسيره، وقرىء في الشاذ يزيد في الحلق بالحاء المهملة، والله أعلم.