الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } * { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }

يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين بتقواه، وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه، وأن يقولوا { قَوْلاً سَدِيداً } أي مستقيماً لا اعوجاج فيه ولا انحراف، ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك، أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم، أي يوفقهم للأعمال الصالحة، وأن يغفر لهم الذنوب الماضية. وما قد يقع منهم في المستقبل يلهمهم التوبة منها. ثم قال تعالى { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } وذلك أنه يجار من نار الجحيم، ويصير إلى النعيم المقيم. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عوف، حدثنا خالد عن ليث عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، فلما انصرف، أومأ إلينا بيده، فجلسنا فقال " إن الله تعالى أمرني أن آمركم أن تتقوا الله، وتقولوا قولاً سديداً " ثم أتى النساء فقال " إن الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله، وتقلن قولاً سديداً ". وقال ابن أبي الدنيا في كتاب " التقوى " حدثنا محمد بن عباد بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن عمران الزهري، حدثنا عيسى بن سبرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إلا سمعته يقول { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } الآية، غريب جداً، وروى من حديث عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن محمد ابن كعب عن ابن عباس موقوفاً من سره أن يكون أكرم الناس، فليتق الله، قال عكرمة القول السديد لا إله إلا الله. وقال غيره السديد الصدق. وقال مجاهد هو السداد. وقال غيره هو الصواب. والكل حق.